مقالات

المناصب لا تدوم.. ولكن الأثر يبقى

المناصب لا تدوم.. ولكن الأثر يبقى

المناصب لا تدوم.. ولكن الأثر يبقى

 

المنصب، مهما علا شأنه أو اتسع نطاق سلطته، هو في النهاية مسؤولية مؤقتة لا تدوم. فالحياة مليئة بالتغيرات والتحولات، وما كان في يدك اليوم قد يصبح في يد غيرك غدًا. لذلك، فإن السؤال الحقيقي الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا ليس: “كيف نحصل على المنصب؟”، بل: “ما الذي سنتركه خلفنا عندما نغادره؟”.

 

إن المنصب ليس وسيلة للتفاخر أو استعراض القوة، بل هو فرصة لصناعة أثر إيجابي يدوم طويلاً. الناس لا يتذكرون المناصب أو الألقاب بقدر ما يتذكرون المواقف. يتذكرون القائد الذي أنصفهم، والمسؤول الذي استمع لهمومهم، والإنسان الذي جعلهم يشعرون بالكرامة والقيمة.

 

على كل من يتولى منصبًا أن يدرك أن الاحترام الحقيقي لا يُبنى على الخوف أو الرياء، بل على الحب الصادق والتقدير النابع من القلوب. فالناس قد يهابونك وأنت في السلطة، ولكن ما أن تفقدها، سيظهر ما في قلوبهم تجاهك. إما أن يدعون لك بالخير لعدل أفعالك، أو يدعون عليك لظلمك واستبدادك.

 

ولذلك، فإن القاعدة الذهبية التي يجب أن نعيش بها، سواء كنا في منصب أو خارجه، هي أن نعامل الآخرين بما يرضي الله. أن نحكم بالعدل، ونتصرف بأمانة، ونحافظ على كرامة الإنسان.

 

المناصب لا تصنع الرجال، بل الرجال هم من يصنعون المناصب. فالرجل الحق هو من يُعلي قيمة الأخلاق فوق قيمة الكرسي، ومن يرى في السلطة فرصة لخدمة الناس لا تسلط عليهم. حينها فقط، سيبقى اسمه محفورًا في ذاكرة الجميع، لا لأنه كان صاحب منصب، بل لأنه كان إنسانًا بحق.

 

ختامًا:

اجعل من كل منصب تتولاه سيرة تُروى بفخر، وكن قدوة لمن يأتي بعدك. فالمنصب يزول، ولكن الأثر يبقى خالدًا.

 

محمود سعيدبرغش

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى