«الرّبيع» بقلم الشاعرة لطيفة العاصمي
سوناتة دافئة
غزيرة بمواسم الإزهار
غازلت وجنتي المزهوة
بنضوج التفّاح وفتنة الجلنار
قرعت عاليا طبول الربيع
عزفت مع الحسون والدوري
مزامير الرغبة السخية
لإحتضان الاحبة
الكل يمور في الربيع
مثلهم انا
يجتاحني جنون النحل واليعاسيب
خبل الألوان على أجنحة الفراش
لا فرصة لي للاختباء
من ربّة الشعر النادف مع الهجير
الفرار من حشى جذوتك الملتهبة
انا المذنبة لضمئ شفاهي
انا المذنبة لتمزق الورد بين شفتيك
وانا المذنبة في حق البخور
المحترق في مجمرة القصيد
لكن ..
من يقصّ تلاوات عطرك
المتصاعدة مع الدخان الأبيض
شوقي المتطاول
مع لهفات السنابل الشبقة
لمشارق شمس
من يلملم نشوتي الهيجاء
مع أزهار الصفصاف المبكرة
اين آوي بها
إذا هبّت عواصف أثيرك الوردية
اذا إشتعل المرج صبوا..
وضاقت المواويل ذرعا
من همسات الطيور
اي ناموس سيعصمني
من عناق الحمام المستفحل
على أسطح المنازل
والمستهتر بالقمح المطمور
جوف السنين العجاف
أي قافلة ستزفّني إليك
وانا لا أملك الأجنحة الخضراء
و لاجواز القدر
لا أملك الاّ نسمات الرّبيع
كلما تملّكني الوجد تحملني
لاندسّ تحت لحاء مئذنتك
كفرخ عصفور نتف ريشه
و هام مائة عام منعزلا
يبحث عن دفء عشّه
بين البحر والسماء
